التخطي إلى المحتوى الرئيسي

برمجة سيئة

ما زال أمامنا  أنواع من الذكاء لكنني قررت أن أرجئها بسبب حالة استوقفتني أثناء تأ طير المربيات في إحدى المدارس الخاصة الثلاثاء الماضي وأنا أتتبع سير العمل .طفل منعزل في ركن لا يشارك الأطفال نشاطهم ذاك الصباح ، الطفل مع مجموعة المستوى الأول مما ينم أن عمره لم يتجاوز الخامسة رغم أن بنيته الجسمية توحي بأكثر من ذلك ، استفسرت المربية فعرفت أنه معاقب ، اتحدت مجلسي بقربه
حاولت استيضاح الأمر لكن  الطفل كان  يردد كلمة واحدة
-         هو من كان يجذب ثيابي
 كررها كثيرا وباقتناع تام ، فقد تصرف من منطلق ردة الفعل ليس إلا،  بعد نقاش بسيط طلبت منه لو يقدم اعتذاره للمربية لكنه قال وبالحرف
-         في البيت لا نقولها
غيرت الكلمة وطلبت منه لو يخبرها أنه لن يكرر ما فعل  أجابني باقتناع تام  أنه كلما قالها لأمه إلا وتعرض للضرب ثم أردف
-   تضربني وتأتي بالنار وتقول أنها ستحرقني ..
كلام الطفل كان تشخيصا لحالة تحيلنا على البرمجة السيئة التي تعرض لها
فقد يبدوا الأمر بسيطا ومكررا كثيرا في وسط الأطفال لكن الأمر أعمق بكثير
وحالة الطفل ستسوء أكثر إن لم يتم الإنتباه إليها
-         الطفل يتميز بذكاء حركي وكل تصرفاته هي من أجل التعرف على محيطه لا أكثر
-         الطفل تمت معاقبته رغم استخدامه لكلمات تنم على أنه لن يكرر ما فعل دون أن  بفهم  ما الذي فعل أصلا
-         الطفل لم يتعلم كلمة إعتذار ولا يدرك معناها
-         فشل المربية في تدارك الأمر بحيث أن تصرفها كان صورة طبق الأصل لما يتعرض له الطفل في البيت
-    الخطأ الأكبر أننا لا ندرك أن تصرف الطفل قد يكون من سبيل التعرف على محيطه وما نراه نحن عيبا ما هو إلا تصرف طبيعي لطفل في سنه
-    التعليم كما تفرضه ضخامة المقررات تجعل الطفل مرتبط بكرسيه ومجبر على عدم التحرك من مكانه إلا بأمر مسبق
كل هذا يحيلنا إلى فكرة كررتها كثيرا ألا وهي أن الطفل في السبع سنوات الأولى يكون بأيدينا نحن رسم مساره وما سيكون عليه مستقبلا خاصة في علاقته بنا وبالأخر وبالتالي نحن مسئولون عما نزرعه فيه من حس إدراكي يحدد علاقته الوثيقة بمحيطه سواء علاقة تفاهم وإحترام  أو خوف و كره ، فالطفل خلال هذه السبع سنوات يكون محتاجا إلى تلبية مجموعة من الحاجيات هو أشبه بصفحة بيضاء رسمت عليها مربعات فارغة يسعى إلى ملئها  وعندما يتجاوز هذه المرحلة يكون قد أخد كفايته مما منحناه إياه والخانات ملئت سواء بمعلومات صحيحة وصحية أو العكس ..
إذن فلنتق الله في أبناءنا وفي أطفالنا و لنزرع بهم ما سيسرنا حصاده فما بعد.

تعليقات

  1. السلام عليكم

    أختي هذه فعلا برمجة سيئة، وصعبة ولها سوء مآل...
    موضوع جميل ويستحق أخذه بعير الإعتبار.

    شكرا لكِ

    ردحذف
  2. الأستاذة الفاضلة حلم
    تربيتنا لأطفالنا قائمة على الفولكلور المتوارث عن آبائنا و أجدادنا ، نسير خلفهم شبراً بشبر و ذراعاً بذراع ، و لو تمهلنا قليلاً و أمعنا النظر لاكتشفنا أننا بحاجة إلى مراجعات ذاتية. الطفل الذي تحرقه أمه عقاباً على خطأ كبر أو صغر نموذج صارخ لفلكلور التربية
    تقبلي زيارتي الأولى و تحياتي

    ردحذف
  3. احيكى على المعلومات القيمه

    موضوع جميل بدون شك ومفيد

    ردحذف
  4. لك أخي ابو حسام الدين
    يسعدني تتبعكم الدائم
    بوركت يا طيب

    ردحذف
  5. لك اخي محمد محمود عمارة
    فعلا اخي علينا اعادة النظر في عديد من السلوكات التربوية التي
    نعامل بها صغارنا والتي تترك لديهم بصمات تؤثر سلبا على حياتهم
    بوركت ايها الطيب

    ردحذف
  6. غاليتي مرمر
    يسعدني تتبعك الدائم غاليتي وتواجدك المميز
    بوركت يا طيبة

    ردحذف

  7. شركة رش مبيدات بالمدينة المنورة


    افضل المبيدات الحشرية الالمانية و الامريكية و المجربة
    المصرح بها دوليا و الامنة تماما علي الانسان و البيئة تجدوها فقط لدينا نحن شركة المنزل
    شركة رش مبيدات بالمدينة المنورة بأفضل الاسعار بالمدينة المنورة
    شركة المنزل شركة مكافحة صراصير بالمدينة المنورة تعتمد علي افضل فريق
    متخصص في التعامل مع الحشرات بافضل الوسائل العلمية
    مع شركة المنزل منزلك امن من الحشرات


    مكافحة صراصير بالمدينة المنورة شركة


    http://elmnzel.com/pest-control-medina/

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دورة تكوينية لفائدة مربي ومربيات التعليم الأولي حول التعلم من خلال اللعب

نظم  المركز الفرنسي بمراكش دورة تكوينية مكثفة لفائدة مربيات ومربي التعليم الأولي  بالصويرة  . الدورة  التي امتدت على مدى أربعة أيام  بمركز تكوين اأساتذة التعليم الإبتدائي  نظمت            تحت عنوان " العاب ومشاريع من أجل التعلم "  وقد استفاد من هذا التكوين حوالي 40 مربي ومربية  بحضور  المتفقدين  والمشرفين على قطاع التعليم الأولي بنيابة الصويرة  ، حيث تمكن المتدربات من صنع مجموعة من الألعاب الذهنية   الموجهة للطفل ما بين  سنتين وست سنوات والمعتمدة  على اشكال والوان ومجموعة من المحاور التي تثير اهتمام الطفل والمتواجدة بمحيطه وبالتالي تساعده على اكتساب خبرة اكبر وتضع الطفل في حالة المشكلة مما يجعله يبحث عن الحل وبالتالي البحث في ذاكرته السمعية والبصرية واللمسية من اجل تحقيق نتائج افضل   وقد تم على اثر هذا اللقاء الذي تميز بتوزيع شهادات التميز على المشاركين ، تم   تدعيم  مجموعة من المؤسسات التربوية المتواجدة  بالعالم القروي    بمجموعة من الوسائل والمنتوجات التي تم إنجازها من طرف المشاركين خلال الدورة ، كما تم وضع مجموعة من المواد   واللعب المنجزة  يدويا والمعبرة عن لعب تقليدية

أنواع الذكاء عند الطفل

 تطرقنا في موضوع سابق لذكاء طفلك وأشرنا انه حتى حدود السادسة من عمره يكون طفلك قد كون 90 في المائة من الذكاء وهي نسبة قد يتصور بعض الآباء أنها مبالغة أو قد يشكون في قدرات أطفالهم ، لذا ارتأينا أن يكون هناك سلسلة من المواضيع توضيحية قد تساعد الآباء والمربين في فهم ذكاء الطفل وتنميته . أولا علينا أن ندرك أن هناك سبعة من الذكاءات وهي كلها متوفرة في طفلك لكن بنسب مختلفة قد نلمحها من ميولا ته وتصرفاته ، وهذه الذكاءات تحتاج منك دوما تطويرها ودعمها حتى تتسع مدارك طفلك ويصبح ذكاءه أكثر إبداعا وشمولية ولو أن الأمر سيكون دوما بترتيب مختلف من طفل لآخر ، سأحاول في كل مرة تقديم نوع أو نوعين من هذه الذكاءات مع شرح مبسط لتجلياته عند طفلك وبعض التوجيهات لتنميته.                                  الذكاء الجسمي الحركي  ويشير إلى قدرة طفلك على استخدام قدراته العقلية مرتبطة بحركات جسمه ككل للتعبير عن الأفكار والمشاعر ،أو تحريكه على قطعة موسيقية ، وكذا استخدام اليدين لإنتاج الأشياء وتحويلها .وهذا الذكاء يضم مهارات نوعية مثل التآزر والتوازن والدقة والقوة والمرونة والسرعة والإحساس بحركة الجسم ووضعه والقد

حوار أجريته مع وكالة المغرب العربي للأنباء باللغتين العربية والفرنسية بمناسبة الموسم الدراسي الجديد

بعد غياب دام لشهور وبمناسبة الموسم الدراسي الجديد أعود اليكم متتبعي مدونة موقع المربي بحوار اجريته مع وكالة المغرب العربي للأنباء بتاريخ 19 من شهر شتنبر لهذه السنة في انتظار الانطلاق الرسمي للمواضيع المتخصصة لما قبل التمدرس والمتمركزة حول الاطفال من 0 الى ست سنوات  . التعليم الأولي... خطوة أولى لإعداد البراعم لجيل مدرسة النجاح (بقلم: بشرى أزور) الصويرة 19 / 9/ ومع/ بألوان جدرانها البراقة, المرصعة بصور أبطال الرسوم المتحركة المفضلين لدى الأطفال وقاعات التعلم المزينة بمناضد وكراسي زاهية الألوان, تستقطب مؤسسات التعليم الأولي اهتماما متزايدا من طرف الآباء, الذين يشغلهم هم تزويد أطفالهم بكافة فرص النجاح في المسار الدراسي, من خلال إرساء اللبنة الأولى في هذا الإطار. مؤسسات عدة تتنافس من أجل استقبال فلذات الأكباد, البراعم التي لم يحن بعد أوان التحاقها بصفوف الدراسة الابتدائية, غير أنها تخطو خطوة صغيرة نحو المستقبل, داخل مؤسسات تربوية تلقن المبادئ الأساسية التي تكون شخصية الطفل وتوجهها. ++ مرحلة عمرية دقيقة بمتطلبات إدراكية حسية ومعرفية متنوعة ++ فقد أضحى التعليم الأولي مرحلة