حتى 6 سنوات يكون الطفل قد كون 90 في المائة من ذكاءه ، غير أن ذكاء الطفل مختلف عن الكبار وهذا ما يجعل الآباء يشكون في قدرات أطفالهم ذلك أن الطفل يكون وحدوي الفكر بمعنى أنك لو قدمت له حالة معينة فهو قد يركز على جزئية واحدة فقط ويحتويها بفكره ويركز عليها بكل قوته مما يجعله يغفل الباقي.
لنقل أن كل حالة أمامنا أو تجربة هي أشبه بالمكعب بحيث الإنسان الناضج
يراه من كل جوانبه بينما الطفل يركز على جانب واحد فقط ، وهذا لا يعني قصورا وإنما لأن ذكاء الطفل يحتاج أكثر للتركيز في الجزئيات.
وهذا ما يجعل الطفل يطرح أسئلة قد لا تجد صدرا رحبا عند الكبار وأحيانا حتى أسئلة متكررة أو دعوى لإعادة الكلام مرات عد ة، فالطفل يركز على نقاط معينة لذا لا يمكننا أن نلزمه أن يرى الأشياء كما نراها نحن.
نموذج
أم تذهب لاصطحاب ابنها من الروضة، فتركيز الأم هو عن مدى حصيلة الولد في ذاك اليوم كمحاولة لفهم ما جرى داخل المؤسسة، بينما الطفل وقد استطاع بذكائه وبالطقوس الاعتيادية أن يدرك أن موعد المغادرة قد حان
فيرسم في فكره سيناريو معين يطعمه بخياله وبرغباته. لنقل أن الطفل يتصور أن من سيأتي لاصطحابه من المؤسسة هو والده - حتى ولو لم تحصل أبدا - وسيأخذه لزيارة جده وسيلعب مع طفلة صغيرة هناك.
عند لقاء الأم والطفل يكون الحوار مختلفا جدا:
- الأم – أش قريتو اليوما ؟
- الأم تحاول استغلال ذكاءها لتعرف حتى إذا ما تعرض طفلها لمضايقة وتنتظر من الطفل تقريرا مفصلا لكل ما حدث داخل المؤسسة.
- الطفل – فين بابا ؟
هنا يحصل الخلاف فالأم عادة ما تشك في ذكاء طفلها وتصر على استجوابه والطفل أمام إصرارها لا يجيب إلا بكلمة واحدة:
- والو
والطفل قد يصرخ وقد يعيد السيناريو وكأنه وعدا بالحق ويتكلم عن بيت جده وعن الصغير ة ويخلق نوع من الصدام بين الأم والطفل ويتحول استقبال الطفل من مؤسسته عبئا على الأم تحمله.
الحل بسيط جدا وهو على الأم دائما أن تنصاع لأحلام ابنها وأن تسأله عنها وكلما تعمق في التفاصيل إلا وركزت هي على جزئيات حتى تجذبه إليها حتى يتحول فكر الطفل من حالة المطالبة بتحقيق ما فكر به إلى تذكر تفاصيل مشابهة سبق وأن حصلت بالفعل.
وحتى ترضي الأم غرورها بمعرفة ما حصل داخل المؤسسة فيكفي فقط أن تتقمص شخصيته في البيت كنوع من اللعب وأن تطلب منه أن يلعب المدرسة أو أن تساعده في رص لعبه لكي يدرسها مع أن للطفل دائما صديق وهمي هو الكفيل بأن يعرفنا على شخصية طفلنا أكثر...
وربما يكون هذا الصديق الوهمي هو ضيفنا في الموضوع المقبل إن شاء الله.
السلام عليكم
ردحذفوالله إنه موضوع مهم جدا، ويركز على حالة يواجهها أغلب الوالدين مع أطفالهم، وما تفضلت بذكره سيكو حلا لمثل ما يواجهنا مع أطفالنا.
أشكرك كثيرا، ونتمنى منك المزيد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفجزاكى الله كل الخير على هذه المدونه الجميله والتدوينات الرائعه القيمه التى احتوتها مدونتك
بارك الله فيكى أختاه
وبارك الله فيمن دلنى على مدونتك الرائعه
اسفه من لهفتى ان اعود إلى مواضيع المدونه
ردحذفنسيت ان اعرفك بنفسى بل بأنفسنا
فنحن الاختين
ولكى كل التحيه منا
ابتسام محمد (ولا بالاحلام)
سنووايت (اميرة الاحلام)
أخي أبو حسام الدين
ردحذفيسعدني أنك متصفح دائما لمواضيعي هنا
وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك بي دوما
بارك الله فيك أخي الطيب
السلام عليكم ورحمة الله
ردحذفاهلا بالأختين الرائعتين وبتواجدك هنا
وأنا الأسعد وأعدك بمواضيع أخرى تخص فلذات أكبادنا ودعواتك لأكون دوما عند حسن الظن بي
تحياتي وتقديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردحذفجميل جدا وجود مدونة تهتم بالتربية التي صارت موضوعا مهمشا لا يتلقلى حقه من الاهتمام.
أتفق معك في كل ما جاء في هذه التدوينة، إلا أنني أجد المثال المقدم لا ينسجم كثيرا مع الموضوع وإن مسه بشكل من الاشكال، إذ المشكل الأساسي في المثال عدم التواصل، وليس الوحدوية في التفكير.
بخصوص الصديق الوهمي، سأنتظر حتى طرح الموضوع، فهو هام جدا..
تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله
ردحذفأهلا بك أخي خالد
يسعدني تواجدك وتعليقك ايها الطيب
المثال المقدم هو تقريب للوضع المشار اليه حتى نستطيع أن نميز بين ذكاء الإنسان الناضج وذكاء الطفل
فالطفل عادة ما يحدد اهتمامه بنقطة واحدة فقط ولا يركز على الباقي
هو تبسيط لحالة الذكاء حتى ندرك اننا نتعامل مع انسان ذكي فعلا وان كان لا يتجاوب مع ما نطلبه منه
وأعطيك مثل آخر وهي تجربة علمية متبعة وهي أنك لو عرضت أمام الطفل تجربيتين مختلفتين
الاولى لطفل أراد أن يسرق قليلا من الحلوى فأوقع كأسين
وبين طفل اراد فتح باب ودون ان يقصد اسقط 6 كؤوس
فلو سالنا الطفل من المذنب فسيجيبنا انه الطفل الثاني باعتبار أنه كسر 6 كؤوس
هنا ليس قصرا في ذكاء الطفل وانما هو تركيز على نقطة معينة في التفكير وعدم تحليل الحقائق بالشكل العقلاني المتفق عليه من طرف الكبار
وسأعود إن شاء الله للتكلم عن ذكاء الطفل في مواضيع مقبلة ان شاء الله ولكن بطروح مختلفة
بارك اله فيك أخي
يسلمو على الموضوع الرائع
ردحذفسعيدة جداً أنني اتصفّح موضوعاتك القيّمة
المزيد من العطاء وبوركت الجهود الطيبة
لك نور
ردحذفيسعدني دوما تواجدك يا راقية
يسعدني ان المواضيع نالت رضاك
كوني بخير
موضوع مهم
ردحذفشكرا جزيلا